الأربعاء، 13 يوليو 2011

الباب الثاني المحمود من النســـــــــــــــــاء

الباب الثاني
المحمود من النســـــــــــــــــاء


         إعلم ... رحمك ألله ... أيها الوزير يرحمك اللّه أن النساء على أصناف شتى فمنهنّ محمود ومنهنّ مذموم، فأمّا المحمود من النساء عند الرجال فهي المرأة الكاملة القد العريضة الخصيبة، الكحيلة الشعر الواسعة الجبين، زجّة الحواجب واسعة العينين في كحولة حالكة وبياض ناصع، مفخّمة الوجه أسيلة، ظريفة الأنف ضيقة الفم محمرّة الشفايف واللّسان طيبة رائحة الفم والأنف، طويلة الرقبة غليظة العنق عريضة الصدر واقفة النهود، ممتلىء صدرها ونهدها لحما، معقدة البطن وسرتها واسعة، عريضة العانة كبيرة الفرج، ممتلئة اللحم من العانة إلىالإليتين، ضيقة الفرج، ليس فيه ندوة  رطوبة أو سخونه، تكاد النار تخرج منه وهذا الشرط مختل في بني بياضة، فما فيهن إلاّ النّتن وكثير البرودة، فمن أراد ضيقة الفرج وسخانته فعليه ببنات السودان وليس الخبر كالعيان، ويكون الفرج ليس فيه رائحة قذرة، غليظة الأفخاذ والأوراك ذات أرداف ثقال وعكان وخصر جيد، ظريفة اليدين والرجلين، عريضة الزندين، بعيدة المنكبين، عريضة الأكتاف واسعة المخرم، كبيرة الرّدف، إن أقبلت فتنت وإن أدبرت قتلت وإن جلست كالقبة وان رقدت كالهضبة العالية وإن وقفت كالعلم، قليلة الضحك والضحك في غير نقع، ثقيلة الرجلين عند الدخول والخروج ولو لبيت الجيران، قليلة الكلام معهم، لا تعمل من النساء صاحبة ولا تطمئن لأحد ولا تركن إلاّ  لزوجها ولا تأكل من يد أحد إلاّ من يد زوجها وقرابتها إن كان لها قرابة، ولا تخون في شىء وتستر على كل حرام وإن دعاها زوجها طاوعته وسبقته إليه، تعينه على كل حال من الأحوال، قليلة الشكاية والنكاية، لا تضحك ولا تنشرح إلاّ إذا رأت زوجها ولا تجود بنفسها إلاّ لزوجها ولو قُتلت صبرا ..

       حُكي ..  واللّه أعلم .. أنه كان ملكاً فيما مضى قويّ السّلطان يُقال له (علي بن الصيعي) أصابه ليلة من الليالي أرق شديد، فدعى بوزيره وصاحب الشرطة وصاحب العسّـة، فحضروا بين يديه، فقال لهم: إنى أصابنى أرق شديد، وأردت أن أطوف المدينة في هذه الليلة وأنتم بين يدي، فقالوا: ألسمع والطاعة؛ ثم تقدم وقال: بسم اللّه وعلى بركة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، وساروا في أثره يطوفون من مكان إلى مكان ومن شارع إلى شارع، فبينما هم يطوفون إذ سمعوا حساً في زقاق وإذا برجلٍ سكران يقوم ويتمرغ على الأرض ويضرب على قلبه بالحجر ويقول ضاع الحق؛ فقال الملك لهم: أئتونى به برفق، وإياكم أن تروّعوه؛ فأخذوا بيده وقالوا له: قم لا بأس عليك ولا خوف لديك غير سلام؛ فقال: يا قوم ألم تعلموا ان أمان المؤمن السّلام، فإذا  لم يسلّم المؤْمن على المؤْمن فقد غدره، ثم قام معهم فأتوا به إلى الملك وهو جالس ضارب النقاب على وجهه هو وأصحابه، وفي يد كل واحدٍ منهم سيفه يتوكأُ عليه، فلما وصل إلى الملك قال: السّلام عليك يا هذا، فقال له: لأني لم أعرف لك إسْماً، فقال له الملك: وإنّا كذلك، ثم قال الملك: مالي أسمعك تقول في حديثك: آه .. ضاع الحق  .. ولا مسلم يعلم السلطان بما يجري في خلافته .. ما الذى جرى عليك أخبرني؟  فرد قائلا: لا أُخبر إلاّ من يأخذ الثأر ويكشف عني الذل والعار فقال له الملك: إنّا سنأخذ ثارك إن شاء اللّه وسنكشف عنك العار، فقال: حديث غريب وأمر عجيب وذلك لأنى كنت أهوى جارية وتهواني ولي محبة معها وتلاقينا مدة طويله، فأغوتها بعض العجائز وسارت بها إلى دار الفسق والخنا فذهب عني النوم وفارقنا الهنا وعُدت في أشد العنا، فقال : وأيُّ الدار .. أهي  دار الخنا؟، وعند من هي هذه الجارية ؟،  فقال: عند عبدٍ أسود يسمى الضرغام وعنده ايضاً جوار كالأقمار ليس عند الملك مايشابههن، فمن محبتها إياه وعشقها له تبعث له ما يستحق من المأكل و المشرب، والعبد عبده، فقال له الملك: أرني المكان، فقال: إن أريتك المكان ما تصنع، فقال الملك: الذى نصنع سوف تراه، فقال له: إنك لا تستطيع لأنّ المكان مكان حرمة وخوف، وإن هجمت عليه تخاف على نفسك من الموت لأن صاحبه ذو سطوةٍ وحرمةٍ، فقال له الملك: أرنى المكان ولا بأس عليك، فقال: على بركة اللّه، ثم سار أوّلهم وهم يتبعونه إلى أن أتى في زقاق كبير فسار إلى أن قرب من دار شاهقة الأبواب عالية الحيطان مرتفعه من كل مكان، فنظروا فلم يجدوا فيها مطمعاً، فتعجّبوا من دعائمها، فالتفت الملك إلى ذلك الرجل وقال: ما إسمك، فقال: عمر، فقال: يا عمر!! هل فيك قوّة ؟، قال: نعم،  ثم التفت إلى أصحابه وقال: هل فيكم من يصعد إلى هذا الحائط ؟، فقالوا  بأجمعهم: لاقدرة لنا على ذلك، فقال لهم الملك: أنا أصعد عليه بحيلة، وشرط أشترطه عليكم تفعلونه، يكون به الصعود إن شاء اللّه، فقالوا: وما هو ؟، فقال: أخبرونى من القويُّ فيكم ؟، قالوا: صاحب الشرطة والسياف؛ فقال: ثم من ؟، قالوا: صاحب العس، قال: ثم من ؟، قالوا: الوزير الأعظم؛ هذا كله وعمر بن سعيد يسمع ويتعجب، فلما علم أنه الملك فرح فرحاً شديداً ثم قال عمر: أنا يا مولاي السّلطان، فقال الملك: يا عمر إنّك إطّلعت على اسرارنا وعرفت اخبارنا فأكتم سرنا تنجو من شرنا ثم قال للسياف: إجعل يدك على الحائط وأخرج ظهرك، ففعل، ثم قال لصاحب العس: إصعد على ظهره واجعل رجليك على أكتاف الأول ويديك في الحائط ثم أمر الوزير بالصعود فصعد على اكتاف الأول ثم صعد على ظهر الثانى فوقف على أكتافه ويداه في الحائط ثم قال الملك: يا عمر إصعد إلى مكانك الأعلى، فتعجب عمر من هذا التدبير وقال: نصرك اللّه يا أمير المؤمنين ونصر رأيك السديد ثم صعد على أكتاف السياف ثم على ظهر صاحب العس ثم على ظهر الوزير ووضع رجليه على أكتاف الوزير ويديه في الحائط، ولم يبقى إلاّ الملك، ثم إن الملك قال: بسم اللّه ووضع رجليه على صاحب الشرطة وقال له إصبر ولك عندي كذا وكذا، ووضع رجليه أيضا على صاحب العس وقال له إصبر ولك عندي كذا وكذا  ثم صعد على ظهر الوزير وقال له إصبر ولك عندي كذا وكذا والحظ الوافر ثم صعد على ظهر عمر وقال له إصبر ياعمر فاني جعلتك كاتماً للسر ولا تقلق، ثم جعل رجليه على أكتافه ورمى بيديه إلى السطح وقال: بسم اللّه وعلى بركة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ثم قفز قفزةً وإذا به على السطح ثم قال لأصحابه : ينزل كل واحدٍ منكم على ظهر صاحبه، فنزلوا و جعلوا يتعجبون في رأى الملك و صحة السياف الذى حمل أربعة رجالٍ بعدتهم ثم إن الملك نظر إلى المنزل فلم يجد له مسلكا فنزع عمامته من رأسه و ربطها بطاقة هناك ربطةً واحدة ثم نزل معها إلى المكان و جعل يدور في المكان إلى أن وجد بابا و عليه قفل كبير فعجب منه و من صعوبته فقال : وصلت ها هنا والأمر للّه، و لكن الذي دبّر لي في الهبوط إلى هنا يدبر لي في الوصول إلى اصحابي، ثم أخذ يدور في المكان و يعد المنازل منزلاً منزلاً إلى ان عدّ سبعة عشر منزلاً و كلها مفروشة بأنواع الفرش المذهبة و القطف و الزرابي الملونه من أولها إلى آخرها، فنظر فرأى منزلاً عالياً مرتفعا على سبع درجات فأتاه و هو يقول : اللّهم إجعل لي من امري فرجاً و مخرجاً، ثم صعد أول درجة وقال : بسم اللّه الرحمن الرحيم، و نظر إلى الدرجة و إذا هي بالرخام الأكحل و الأبيض و الأصفر و الأزرق و غير ذلك ثم صعد الثانية و قال : نصر من اللّه و فتح قريب، ثم صعد الثالثة و الرابعة و هو يصلّي على النبيّ صلى اللّه عليه و سلم إلى أن وصل إلى الستار الذى بالباب، و إذا هو من الديباج الأحمر، فنظر إلى المكان و إذا به يتوهج بالضوء و فيه ثريات كبيرة و شمع يوقد في حسكات من الذهب و في وسط البيت خصة تفور بالماء و سفرة منصوبة من طرف المكان إلى طرفه و مملوءة بأنواع الغلال و الثمار، و المكان مفروش بأنواع الفرش المذهّبة التي تكاد تخطف الأبصار، فنظر و إذا على تلك السفرة إثنتي عشرة بكراً و سبع من الجواري كأنهن الأقمار، فتعجب من ذلك ثم حقق نظره فرأى جاريةً كالبدر المنيركاملة الأوصاف بطرف كحيل و خد أسيل و قدٍّ يميل، فحار الملك في وصفها و دهش ثم قال في نفسه :  كيف يكون الخروج من هذا المكان .. أتركي يا نفسي عنك التعجب، ثم نظر و إذا بأيديهم زجاجات مملؤة بأنواع الخمر و هم يأكلون و يشربون و قد امتلئوا خمراً، فبينما هو يدبر في الخلاص إذ سمع جاريةً من الجواري تقول لصاحبتها : يا فلانه قومي لتوقدي لنا الشمع .. أنا و أنت و فلانه إلى المكان الآخر لننام فيه، فقامت و أوقدت و سارت هي و صاحبتها إلى بيت آخر وفتحتا بابه و أوقدتاه، و الملك إختفى في مكان آخر ثم خرجتا لتقضيا الضرورة البشرية، فلما غابتا دخل الملك ذلك البيت و إختفى في بعض مقاصره و قلبه معلق بأصحابه و كذلك أصحابه قلقوا عليه و قالوا : إنّ الملك غر بنفسه . فبينما كان الملك مختبئاً إذ دخلتا وغلّقتا الباب، وهما ممتلئتان خمراً ثم نزعتا ماعليهما من الثياب و جعلتا تنكحان بعضهما بعضاً، فقال الملك لنفسه : صدق عمر في قوله، دار الخنا و معدن الزّنا . فقام الملك و طفى السراج و نزع حوائجه و دخل بينهما، و كان قد عرف أسمائهما قبل ذلك، فقال لواحدةٍ : أين وضعت مفاتيح الأبواب، و ذلك خفية، فقالت : أرقد .. المفاتيح مكانها، فقال الملك في نفسه : لاحول و لاقوة إلاّ باللّه العليُّ العظيم، ما حصلت على طائل، ثم قال الملك : يا فلانه أخبريني أين وضعت المفاتيح، فإن النّهار قريب، لكي تغلقي الأبواب إذا طلع النهار و تخمّلي المكان وتنظفيه، فقالت : الفاتيح في مكانها المعلوم، و المكان أنت تعلمينه، أرقدي حتى يطلع النهار، فقال : لا حول و لا قوة إلاّ باللّه العليّ العظيم، لولا الخوف من اللّه لمشيت عليهما بالسيف،  فقالت إحداهما : يافلانه، فردت : نعم،  فقالت لها : إن قلبي ما حدثني على المفاتيح خيراً، أخبريني أين وضعتها ؟، فقالت :  ياقحبة !  أكلك فرجك وابطأ عليك نكاحك ! فما طقت الصّبر في ليلة واحدة ! فكيف بإمرأة الوزير !! لها ها هنا ستة أشهرٍ و ضرغام في كل ليلة يراودها و هي تأبى .. إذهبي فإن المفاتيح في جيب العبد ضرغام، بل قولي له أعطيني إيرك يا ضرغام؛ و كان إسم العبد: ضرغام؛ ثم سكتت و سكت الملك و فهم المقصود، ثم إنه صبر قليلاً حتى نامت الجارية و أخذ أثوابها و جعلها عليه و تقلد بسيفه من تحت الثياب و تقنّع بقناع من حرير حتى إنه لم يفرق من النساء، ثم فتح الباب و دخل خفيةً و أتى إلى المكان الأول خفية، و أتى إلى المكان الثاني فوقف على الباب و دخل تحت الستار فوجدهنّ قد امتلأْن خمراً و البعض رقود و البعض قعود فقال في نفسه : يا نفس إدحضي، فإنك الملك، فإنك وقعت بين خمارين لا يعرفون الملك من الرعية و إظهري قوتك، ثم دخل و جعل يترامى كالمخمور إلى أن أتى إلى السرير فظن العبد و الجوارى أنها الجارية التى كان يتكلم معها، فطمع العبد ضرغام في نكاحها لمّا رآها قصدت الفراش و قال لنفسه : هذه ما أتت هنا و قصدت الفراش إلاّ مشتهية النكاح،  ثم قال لها : يا فلانه إنزعي ثيابك و إدخلي الفراش حتى نأتي، فقال الملك : لا حول و لا قوة إلاّ باللّه العلي العظيم، صدق عمر؛ ثم جعل يفتش في الثياب و المكاتب فلم يجد شيئا فقال ما أراد اللّه يكون، و إذا بطاقة عالية فمد يده إليها فوجد ثوباً مذهّبا فرمى يده في جيبه فإذا هو بالمفتاح و إذا هي السبعة مفاتيح على عدد الأبواب، فقــال : اللّهم لك الحمد، ثم قال : لن أخرج من هنا إلاّ بحيلة، ثم جعل يتقيّأ و خرج و هو يتبوّع و يترامى إلى أن حصل في وسط الدار، فقال العبد :  بارك اللّه فيك يافلانه لو كانت غيرك لتقيئت على الفراش، ثم إن الملك أتى الباب الأول و فتحه ثم أغلقه خلفه ثم فتح الباب الثانى و أغلقه خلفه إلى تمام سبعة أبواب فوجد أصحابه في حيرةٍ كبيرةٍ، فسألوه عن الخبر، فقال لهم : ليس هذا وقت السؤال و النهار قريب فأدخلوا على بركة اللّه و كونوا على حذر فإن المكان فيه سبعة من العبيد و إثنتي عشرة بكراً و سبعة من الجواري كأنهن الأقمار، فجعلوا يتعجبون من شجاعته، فقال له الوزير : ما هذا اللّباس يا مولانا، فقال : أسكت فما توصلت للمفاتيح إلاّ بهذه الكسوة، ثم دخل البيت و نزع ما كان عليه و لبس ثيابه و أتى المنزل الذي فيه العبد و الجواري و وقفوا قبله خلف الستار و نظروا فقالوا : ليس فيهن من تعي ما حولها إلاّ المرأة الجالسة على المرتبة العالية، فقال الملك : لا بد لي منها، إن لم يوصلها أحد؛ فبينما هم كذلك هبط العبد ضرغام من الفراش و هبطت خلفه جارية عظيمة ثم قام عبد آخر و صعد بجارية أخرى و هكذا إلى السادسة و هم ينكحون فيهن واحدة بعد واحدة و لم يبق إلاّ تلك المرأة و الأبكار، و كل إمرأة تطلع شديدة البأس و تهبط منكّسة الرأس، ثم إن العبيد جعلوا يراودون تلك المرأة واحداً بعد واحد إلاّ تلك المرأة أبت وقالت : لا أفعل هذا أبداً، أنا و أولئك الأبكار، فنحن أمانة اللّه عندكم، فقام ضرغام و إيره واقف كالعود وجعل يلطم وجهها و رأسها و قال : هذه ستة أشهر و نحن نراودك و تمتنعين، فلا بد من نكاحك في هذه الليلة، فلما رأت منه الجد و هو سكران جعلت تلاطفه و تواعده، فقال لها : نفذ صبرى من الملاطفة و الوعد؛ فقالت له : إجلس ففى هذه الليلة تبلغ مرادك، فجلس العبد و إيره كالعود، و السلطان يتعجب و هي تقول من صميم قلـــــبها و تــنشد و تستغيث :
تـمنيت وصل فتى يكون حـقيقة        صـنديد مافيه للناس طميعة
قـوي المتاع كالعود إذا بدا         وفي طوله والعرض في كل جهة
لـه رأس قالقنديل يظهر للورى         غـلـيظ بـلا شـبه في الخليقة
قـويا متينا مستدير دماغه         وحـيا بطول الدهر ليس بميت       
فيهوى قيام الليل من فرط حبه        ويـبـك لفرجى ثم يشكو لعانتى
ولا يـستغيث ولا يغاث ولا يرى        صـديقا يقاسى معه عظيم المشقة
و لا يرى ما قد حل فيه من الأذى        فـيخرطه خرطا ويظفر بظفرتى
و يـعـجـن عجنا مستديما مبلغا         امـامـا و خـلفا مع يمينا ويسرة
و يـنـطح نـطحة بعزم و قوة        ويـحيط رأ س الإير باب السكينة
يـقـلبنى ظهرا وبطنا وجانبا        بـبـوس قـوى ثم عض لـشفتى
لمز وتعـنيق في الفراش ممرضا         تـكـون لـديه مثل ضعف الاناثة
فـيـبـدأني بالعض من قرني الى        قـدمـى تـقـبـلاً يكون بحرقة
اذا مـا رآنـى طبت جاء معجلاً        و يـحـل بأفخاذى يقبّل عانتي
و يـمـكنه في يدي لكي ما تدكه        إلى ان يصل رحمي وتقترب شهوتي
و يهز هزا عـجيبا نـعـيـنه        بــهـزي هزاً يكون بعجلة
ثـــم يقول خذي ذا .. فنجيبه        بــأهلاً بك يانور مقلتي
فـيـا سـيد الشبان من أسرت له        روحي وعقلي قف لتسمع وصيتي
فــبـاللّه لاتـنـزعه مني وخله        لـنشفى بذلك اليوم من كل نكبة
أقـسـم باللّه العظيم فما ترى        لـه مـن نزوع منك سبعين ليلة
فـيـكمل فرحي عند ذلك بما أرى         مـن الـبؤس والتعنيق في كل ليلة
     فلما فرغت من شعرها تعجب الملك من ذلك و قال : قبحك اللّه من إمرأة، ثم إلتفت إلى أصحابه و قال: لا شك أن هذه ليس لها زوج و لا زنت أبداً؛ فقال عمر بن سعيد : صدقت أيها الملك .. زوجها غائب قريب .. و قد راودها على الزنا كثير من الناس، فأبت؛ فقال الملك : إني سمعت أن عندك زوجة صالحة ذات حسن و جمال لا تزني و لا تعرف الزنا، فمن تكون صاحبتك في هؤلاء ؟، فقال : ما رأيتها فيهن أيّها الملك، فقال الملك : إصبر فأنا أريها لك، فتعجب عمر من فطنة الملك، فقال الملك : هذا هو العبد ضرغام، فقال الوزير : هو عبدي؛  فألتفت إليه الملك و قال: أسكت ليس هذا محل الكلام؛ فبينما هم كذلك و إذا بالعبد يراودها على القيام و يقول لها : أعياني كذبك يابدر البدور؛ و كان إسمها كذلك؛ فقال : الملك صدق من سمّاك بدر البدور و إذا بالعبد يجرها ويلطم وجهها و أخذت الملك الغيرة و امتلأ غيظا و غضبا ثم قال لوزيره : أما ترى مايفعل عبدك .. فواللّه لأ قتلنّه شر قتله و لأجعلنّه عبرة للمعتبرين؛ فبينما هم كذلك إذ سمعها تقول : أتخون الملح وتغدر بإمرأة الوزير !! أين صاحبتك و جميلها التي عملت معك، فقال الملك للوزير : أتسمع؛  ثم قامت و رجعت لمكانها التي كانت تنشد فيه و أنشدت تقول :
أوصي الرجال على النساء لأنهن        شــهواتهن بين العيون مسطرا
لاتـركـنـون لـكيد إمرأة ولو        كـانت من ابناء الملوك مـشهرا
إيـاك ان تركن لهن بجمعهن        أو ان تـقـول فلانة نعم المرأه
أو أن تـقول شريكة في العمر أو        كـــبرت فخل عنك من افترا
أو ان تـراها في الفراش حبيبة                    حــب النساء في حينه هذا جرا
اذا كنت فـوق الصدر أنت حبيبها                    و قت الـنكاح صديقها يا مسخرا
و مـن بـعد ذا أنت العدو مباين        اليها بلا شك وما فيه من مرا
فـيـرقـدن الملوك من بعد سيد        وخـــدامه يشبعن فيهن مشهرا
فــلا خـير فيمن كان هذا فعاله        يبقى بين النساء مغيرا
فان كـنت فحلا في الرجال حقيقة         فـلا تطمئن يوما من الدهر للمرا
قال : فبكى الوزير بعد ذلك فاشار إليه الملك أنْ يسكت فسكت فأجابها العبد بقوله :
نحن العبيد شبعن في النساء و لا        نخش مكيد كياد و إن قدرا
ان الـرجـال الينا تطمئن بمن        يـعـز عـليهم حقيقة ليس فيه مرا
و انـتـن ايتها النسوان ليس لكن        صبرا على الإير هذا القول مشتهرا
فـيـه حياتك .. أيضا موتكم         و فيه رغبتكم في الـسر والجهرا
إذا غضبتن على الزواج ترضيكم        أزواجـكم بضرب الإير يا حسرا
   ثم انه ترامى عليها و هى تبعده عنها، فأخترط الملك سيفه و كذلك أصحابه و دخلوا عليهم فلم يشعر العبد والنسوان إلاّ و السيوف تحز رؤوسهم، فقام واحداً منهم و حمل على الملك و أصابه، فضربه السياف ضربة فصل بها رأسه عن جسده، فقال : الملك اللّه اكبر لا عدمت يداك، نكب اللّه أعداءك و جعل الجنة مأواك، فقام عبد آخر من بينهم و ضرب السياف بحسكةٍ من فضةٍ، فتعرض لها السياف بسيفه فأنكسر السيف، و كان السياف عظيماً فلما رأى سيفه انكسر غضب غضباً شديداً و اختطفه من ذراعيه و رفعه و ضرب به أعلى الحائط فكسر عظامه، فقال الملك : اللّه اكبر لا شُلّت يداك من سيّاف، بارك اللّه فيك؛ فلما رأوا العبيد ما وقع بهم سكتوا فوقف الملك على رؤسهم و قال : من رفع يده ضربت عنقه ثم أمر بربطهم و شد أيديهم لظهورهم الخمسة الباقين ثم قال الملك لبدر البدور : زوجة من أنت، و لمن يكون هؤلاء العبيد ؟، فأخبرته كما أخبره عمر بن سعيد، فقال لها : بارك اللّه فيك .. كم تقدر المرأة صبراً على النكاح ؟، فخجلت، فقال لها: تكلّمي و لا تخجلي، فقالت : يا مولاى الحسيبة الخيرة تصبر على النكاح ستة أشهر و المرأة ليس لها قرار و لا لها نهاية و لو أصابت رجلاً لا تفلته عن صدرها ولا تنزع إيره عن فرجها؛ فقال : و نساء من هؤلاء ؟، فقالت : هذه المرأة للقاضى، قال: و هذه ؟، قالت : إمرأة الكاتب و هذه إمرأة  الوزير الأصغر وهذه إمرأة رئيس المفتيين وهذه إمرأة المتوكل على بيت المال، و النساء الباقيات نساء أضياف و فيهن إمرأة عجوز لهذا العبد فما زال العبد يراودها عن نفسها إلى الآن؛ فقال عمر: هي التى تكلّمت عليها؛ فقال الملك : إمرأة من هي ؟، فقالت : إمرأة أمين النجارين، قال : و بنات من هؤلاء ؟ فقالت : هذه إبنة الكاتب على الخزانه و هذه إبنة أمين المؤذنين و هذه إبنة أمين البنائين و هذه إبنة صاحب العلامات؛ و لم تزل تخبره بواحدةٍ بعد واحدة إلى الإنتهاء؛ فقال : ما السبب في إجتماعهن؛ قالت : يا مولانا هذا الوصيف ماغرامه إلاّ النّكاح و الشّراب لا يفتر من النكاح ليلاً و لا نهاراً و لا يرقد إيره إلاّ إذا نام، قال : فما غذاؤه، قالت : غذاؤه مخاخ البيض مقليةً في السمن مطفيةً في العسل الكثير برغائف السميد و لا يشرب إلاّ الخمر العتيق الممسّك، قال : فمن يأتيه بنساء أهل الدولة، قالت : يامولانا عنده عجوز كبيرة تطوف بديار المدينة لا تخفى عليها دار و لا تختار له و لا تأتيه إلاّ بمن تكون فاتنةً في الجمال و لا تأتي المرأة إلاّ بالأموال الكثيرة و الحلل و الجواهر و الياقويت و غير ذلك، فقال : من أين يأتيه هذا المال فسكتت عنه، فقال : أخبريني، فغمزته بطرف عينها من عند إمرأة الوزيرالأعظم، ففهم الملك ذلك ثم قال : يا بدر البدور أنت عندي صادقة و شهادتك شهادة عدلين، أخبريني عن شأني، فقالت : سالماً و لو طال الموقع، فقال : هكذا، فقالت : نعم، ففهمت كلامه و فهم كلامها، و معنى شأني : أي أخبريني هل سلم عرضي أنا .. أي حريمي منه، قالت : سالماً و لو طال الموقع، و تعني : فلو لم تفعل به هذا الفعل و طال عمره حيا لتعاطى حريمك، ثم قال لها : و هذا العبد قد تكشّف على نساءٍ كثيرةٍ، إذا شبع منهن جعل يعرضهن على هؤلاء العبيد كما رأيتم، فقال الملك : ما الرجل إلاّ أمانة عند النساء، ثم قال : يا بدر البدور و هل هناك شيء ساعدتيه أنت و زوجك على الضّلال و لم تخبريني به ؟، فقالت له : يا ملك الزمان و يا عزيز السلطان، أمّا زوجي فليس عنده خبر إلى الآن، و أمّا أنا فلا أقول شيئا إلاّ الأبيات التي سمعتها و التي أوصي فيها الرجال على النساء لأنهن .... إلخ . فقال : يا بدر البدور!! أخذت بعقلي .. أناشدك اللّه و سألتك برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أخبريني عن نفسك و لا بأس عليك؛ فقالت : و اللّه يا سلطان الزمان و بربّك و نعمتك و الذى سألتني به أنّي لم أرضى بزوجي في الحلال فكيف أرضى بالحرام؛ فقال : صدقت، و لكن شعرك المتقدم الذى انشدته أوقع لي فيك الشك؛ قالت : ما تكلمت إلاّ في ثلاث مسائل، الأولى لما رأيت ما رأيت تحيلت كما تتحيل الفرسة، و الثانية جرى مني إبليس مجرى الدم، و الثالثة ليطمئن قلب العبد لكي يسهل اللّه عليّ خلاصي منه؛ قال : صدقت ثم سكت ساعة و قال : يا بدر البدور ما سلمت إلاّ أنت ؟! أيْ ما سلم أحد من الموت إلاّ هي، ثم ان الملك أوصى بكتم السر و أراد الخروج فأقبلن تلك النسوة و البنات على بدر البدور و قلن لها إشفعي فينا فإنك مقبولة عنده، و جعلْن يبكين، فلحقته إلى الباب و قالت له : ما حصلت منك على طائل، فقال : أما أنت فتأتيك بغلة الملك فتركبي و تأتي، و أما هؤلاء فللموت جميعاً، فقالت : يا مولانا ..  أريد مهري من عندك، قال لها : الذى تطلبي يأتيك؛ فقالت : أريد ان تقسم باللّه العظيم أنّ الذى أطلبه منك تقبله؛  فأقسم لها؛ فقالت : مهري عندك العفو عن جميع النسوة و البنات لئلاّ تقع ضجةً و فضيحةً كبيرةً في المدينة؛ فقال الملك : لا حول و لا قوة إلاّ باللّه العلي العظيم؛ ثم إنه أخرج أولئك العبيد و ضرب أعناقهم و بقي العبد ضرغام، و كان عظيم الهامة طويل القامة فجدع أنفه و أذنيه و شفتيه و ذكره و جعله في فيه و صلبه على السور و علق جميع أصحابه السبعة ثم ذهب إلى قبته فلما طلع النهار و بان ضوءه أرسل إلى بدر البدور فأتت إليه بأفخر الثياب  فأعطاها لعمر بن سعيد وجعله كاتم السر عنده ثم أمر الوزير بطلاق أهله و أحسن للسياف و لصاحب العس ثم أوصى على منزل الوزير و أرسل خلف العجوز القوادة فمثلت بين يديه، فقال : أخبرينى بمن يفعل هذا الفعل غيرك و يأتى بالنساء للرجال، فقالت : عجائز كثيرة؛ فجمعهن و أمر بقتلهن فقتلن، و قطع عرق الزّنا من بلده و أحرق شجرته و هذا أقل ما يفعل من مكائد النساء و احتيالهن على أزواجهن؛ و لتعلم أنّ الرجل إذا أوصى على زوجته وقع في أكبر المضرة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق