الأربعاء، 13 يوليو 2011

الباب الأول المحمود من الرّجال

الباب الأول
المحمود من الرّجال 

   إعـلم يرحمك اللّه ... أيها الوزير إن الرّجال والنّساء على أصناف شتى، فمنهم محمود ومنهم مذموم. فأما المحمود من الرجال عند النـسـاء فهو كبير المتاع ألقـويّ الـغليظ البطئ الإنزال والسريع الحركة والقوي الشهوة وهذا مستحسن عند النساء والرجال، وأما النساء وحدهن إنما يردن من الرجال عند الجماع أن يكون وافر المتاع طويل الإستمتاع ضعيف الصّدر ثقيل الظّهر بطيئ الهراقة سريع الأفاقة ويكون إيـره طويلاً  ليبلغ قعر الفرج فيسده سدا،ً فهذا محمود عند النساء ....... وقد قال الشاعر:

رأيت النساء يـشـتهين من الـفتى          خصـالاً لا تكاد إلاّ في الرجال تكون
شـباباً ومالاً وانفراداً وصـحـةً            ووفـر مــتـاع في الـنكاح يدوم
ومن بعد ذا عجز ثـقـيل نزولـه           وصدر خفـيـف فـوقـهن يـعـوم
وبطىء الإهـراق لأنّه كــلـما           أطــال أجاد الـفـضـل فـهو يدوم
و من بعد إهراق يـفـيق مـعجلاً          فـيـأتـي بـإكرام عـلـيـه يـحوم
فـهذا الـذى يـشفي النساء بنكحه          ويزداد حبـاً عـنـدهـن عــظـيم
                                                                                                                                                                                                  
      حُكي ... واللّه اعلم ...: إن عبد الملك بن مروان إلتقى يوما بليلى الأخيلية، فسألها عن أمور كثيرة ثم قال لها يا ليلى: مالذى تشتهيه النساء من الرجال ؟، فقالت: من خدّه كخدّنا، فقـال لها: ثم ماذا ؟، فقالت : من شعره كشعرنا، قال: ثم ماذا ؟، قالت: مثلك يا أمير المؤمنين.
 فذلك الشيخ إذا لم يكن سلطانا أو ذي نعمة فليس له في ودّهن نصيب ولــذا قال الشاعر:

يردن ثراء الـمال حـيث علمـنه        وصرح الشباب عندهن عجيب
اذا شاب رأس المرء أو قل مــاله       فليس له في ودهن نـصيـب
                                                                                                                                                                             
        وأكْيف الأيور إثنى عشر إصبعاً وهى ثلاث قبضات، وأقلها ستة أصابع وهي  قبضة ونصف، فمـن الرجال من عنده إثنا عشر إصبعا وهى ثلاث قبضات ومن الرجال من عنده عشرة أصابع وهى قبضتان ونصف، ومنهم من عنده ثمانية أصابع وهى قبضتان، ومنهم من عنده ستـــة أصابع وهى قبضة ونصف؛ فمن كان عنده أقل من هذا فإنه لا خير للنساء فيه؛ وإنّ إسـتعمال الطّيب للرجال والنساء  يعين كثيراً على النكاح، وإذا استنشقت المرأة برائـحة الطـيب على الرجال إنحلت إنحلالاً شديداً، وربما إستعان على وصال المرأة برائحة الطــيب.

    حُكي  ...  واللّه أعلم ... :  إن مسيلمة بن قيس الكذّاب لعنه اللّه إدعى النبوة على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، هو وجماعة من العرب فأهلكهم اللّه جميعاً وكان مسيلمة يعرض القرآن كذبا وزورا، فالسورة التى ينزل بها جبريل عليه السلام على النبى صلى اللّه عليه وسلم يأتون بها المنافقون إليه، فيقول قبّحه اللّه ( وهو القبيح ) وأنا أيضا أتانى جـبريل  بـسـورةٍ مثلها، فكان مما عرض به القرآن سورة الفيل، فقال لعنة اللّه عليه "الفيل وما ادراك ما الــفيل له ذنـب وذيـل وخرطوم طويل ان هذا من خلق ربنا الجليـل" ومما عارض به أيضا  سورة الكوثر ((انا اعطيناك الجماهير فاختر لنفسك وبادر واحذر من ان تكاثر)) وفعـل ذلك في سورٍ شتى كـذبا وزوراً وكان مما يعارض به أيضــا إذا سمع أن النبى صلى اللّه عليه وسلم وضع يده على رأس أقرع فنبت شعره وتفل في بئرٍ فكثر ماؤها ووضع يده على رأس صبى فقال: عش قرناً عش قرناً فعاش ذلك الصبى مائة عام؛ فكان قوم مسيلمة إذا رأوا  ذلك يأتون إليه ويقولون: ألا ترى مافعل محمد؛  فيقول: أنا أفعل أكبر من ذلك؛ فكان عدو اللّه إذا وضع يده على رأس من كان شعره قليل يرجع أقرع من حينه، وإذا تفل في بئر كان ماؤها قليل أيبس أو كان حلواً رجع مُرّاً بإذن اللّه، وإذا تفل في عـين أرمد كفّ بصره لحينه، وإذا وضع  يده على رأس صبي وقال عش قرناً مـات في وقـتـه؛ أنظروا يا إخواني ما وقع لهذا الأعمى البصيرة، لكن التوفيق من اللّه تعالى.

         وكانت على عهده امرأة من بنى تميم يقال لها شجاعة التميمية إدّعت النبوة وسمعت به وسمع بها، وكانت في عسكر عظيم من بنى تميم فقالت لقومها: ألنبوة لا تتفق بين إثنين إما يكون هو نبي وأتبعه أنا وقومي وإما أن أكون أنا ويتبعنى هو وقومه؛ وذلك بعد وفاة النبى صلى اللّه عليه وسلم؛ فأرسلت اليه كتابا تقول فيه: أما بعـد فإن النبوة لا تتفق بين إثنين في زمن واحد ولكن نجتمع ونتناظر في ملأ من قومي وقومك ونتدارس ما أنزل اللّه علينا فالذى على الحق نتبعه، ثم ختمـته وأعطته للرّسـول، وقالت له: سر بهذا الكتاب لليمامة ومكّنه لمسيلمة بن قيس وأنـا أسير في أثرك، فسار ذلك الرسول فلما كان بعد يوم و ليلة ركبت في قومها وسارت في أثره فلما وصـل الرسول إلى مسيلمة، سلم عليه وناوله الكتاب ففكّه وقرأه وفهم ما فيه فحار في أمـره وجعل يستشير قومه واحداً بعد واحدٍ فلم ير فيهم ولا في رأيهم مايشفي الغليل، فبينما هو كذلك حائراً في حال أمره إذ قام إليه شيخ كبير من بين الناس وقال:  يا مسيلمة .. طب نفساً وقر عيناً فأنا أشـير عليك  إشارة الوالد على ولده.  قال: تكلم ما عهدناك إلا ناصحاً.  فقال: إذا كان صبيحة الغد إضرب خارج بلادك قبة من الديباج الملون وافرشها بأنـواع الحرير وانضحها نضحاً عجيبا بأنواع المياه الممسّكه من الورد والزهر والنسرين والفشوش والقرنفل والبنفسج وغيره فإذا فعلت ذلك فادخل تحت المباخر المذهبة المملوءة  بأنواع الطيب مثل عـود الأقمار والعنبر الخام والعود الرطب والعنبر والمسك وغير ذلك من أنواع الطيب، وارخ أطناب القـبة حتى لا يخرج منها شىء من ذلك البخور، فاذا امتزج الماء بالدخان فاجلس على كرسيك وأرسل لها وأجتمع بها في تلك القبـة، أنت وهي لاغير، فإذا إجتمعت بها وشمّت تلك الرائحة إرتخى منها كل عضو وتبقى مدهوشة فاذا رأيتها على تلك الحاله راودها عن نفسها فإنها تعطيك، فإذا نكحتها نجوت من شرها وشر قومها؛ فقال مسيلمة: أحسنت .. واللّه نعم المشورة هذه؛ ثم إنه فعل لها جميع ما قال له الشيخ، فلما قدمت عليه طلبها للدّخول إلى القبة فدخلت واختلى بها وطاب حديثهما فكان مسيلمة يحدثها وهي داهشة باهتة فلما رآها على تلك الحالة وكأنها اشتهت النكاح قال لها شعرا:

ألا قـومي إلى الـمـخدع                    فقد هيء لك المضجع
فإن شـئت فــرشــناك                   وإن شـئت على أربع
وإن شــئت كما تسجدي                     وإن شئت كـما أركع
وأن شـئـت بـثـلاثـة                     وإن شــئت به أجمع
                                                                                           
فقالت له : به أجمع .. هكذا أُنزل على نبي اللّه؛ فعند ذلك إرتقى عليها وقـضى منها حاجــته، فقالت : إخطبني من عند قومي إذا خرجت، ثم إنها خرجت وانصرفت، وأخبرت قومها أنها سألته فوجدته على حق فاتبعته؛ ثم أتى وخطبها من قومها فأعطوها له وطلبوا منه المهر، فقال لهم: نترك عليكم صلاة العصر، فكان بنو تميم لا يصلّون العصـر إلى زمننا هذا (زمن المؤلف)، ويقولون مهر نبيتنا ونحن أحق به من غيرنا، ولم يدّع النبوة من النساء غيرها، وفي ذلك يقول القائل منهم:

    أضحت نبيتنا أُنثى نطوف بها          وأصبحت أنبياء الناس ذكرانا
               
           فأما مسيلمة فهلك على عهد أبا بكر رضى اللّه عنه فقتله زيد بن الخطاب وقيل وحشي، وكلاهما من الصحابة، واللّه أعلم أنه وحشي، وفي ذلك يقول:  قتلت خير الناس في الجاهلية وقتلت شر الناس في الإسـلام  وأرجوا اللّه أن يغفر لي هذا بذاك، ومعنى قتلت خير الناس في الجاهلية حمزة بن عبد المطلب، وقتلت شر الناس في الإسلام مسيلمة الكذّاب، أي أنه لمّا كان في الجاهلية قتل حمزة رضي اللّه عنه ولمّا دخل الإسلام قتل مسيلمة. وأما شجاعة التميمية فإنها رجعت إلى اللّه سبحانه وتعالى وتزوجها رجل من الصّحابة رضوان اللّه عليهم أجمعين.


        والمحمود عند النساء من الرجال أيضا هو الذى يكون ذا همةٍ ولطافةٍ ومن له حسن القوام والقد، المليح الشكل، لا يكذب على امرأة أبداً ويكون صدوق اللّهجة، أي اللسان، سخيّ شجاع كريم النفس خفيف على القلب، إذا قال أوفي وإذا اؤتمن لم يخن وإذا وعد صدق، فهو الذى يطمع في وصالهن ومعرفتهن ومحبتهن، وأما الرجل المذموم عندهن فأنظره في الباب الذى بعده عكس ما ذكر.

       حُكي ...  واللّه أعلم ...: إنه كان في زمن ومملكة  المأمون رجل مسخرة، يقال له بهلول، وكان كثيراً ما يتمسخر عليه السلطان والوزراء والقُوّاد، فدخـل ذات يـوم على المأمون وهو في حكومته، فأمره بالجلوس فجلس بين يديه فصفع عنقه وقال له: ماجاء بك يا إبن الزانية؟؛ فرد عليه قائلا: أتيت لأرى مولانا نصره اللّه؛ فقال له المأمون: ماحالتك مع هذه المرأة الجديده ومع القديمة؟، وكان بهلول قد تزوج امرأة على إمرأته القديمة، فرد قائلاً: لا حاجة لي مع الجديدة ولا حاجة لي مع القديمة ولا حاجة لي مع الفقر، فقال المأمون: يابهلول فهل قلت في ذلك شيئا؟ .. فقال: نعم .. قال: أنشد ما قلت في ذلك !!؛ فقال:

الفقر قيّدني و الفقر عذّبني            والفقر صيرني في أشد الحال
والفقر شتمنى والفقر أهلكنى          والفقر شمت بي بين أجيال
لا بارك اللّه في فقر تكون كما       فقر فقد شمّت فيّ جميع عزّالي
إن دام فقر وكابدني ومارسني        لاشك يترك مني منزلي خال

فقال له: وإلى أين تذهب؛ قال: إلى اللّه ورسوله صلى اللّه عليه وسلم ثم إليك يا أمير المؤمنين؛ فقال له: أحسنت، فمـن هرب إلى اللّه ورسوله قبلناه؛ ثم قال: فهل قلت في زوجتك وما وقع بينكما شـعراً ؟؛ قال: نعم !؛ قال: أسمعنا؛ فانشــــــد:

فـقـلـت أكـون بينهما خروفـا        أنــعم بين ثديي نـعـجتـيـن
تــزوجت إثـنين لفرط جهـلي        فما أشقاك يازوج اثــنتــيـن
فـصرت كنعجةٍ تضحي وتمسي        تُـعـــذّب بين أخبث ذنـبـين
لـهــذه لـيلة و لـتلك أخرى        عــــــتاب دائم في الليلتين
رضــى هذه يهيّج سـخط هذي         و مـا أنجو من إحدى السخطتين
فـإن شـئت أن تعيش عبداً كريماً        خـــلّي الـقلب مملوء اليدين
فـعـــش فرداً فإن لم تستطعه        فـواحدة تقوم بـعـسـكــرين

         فلما سمع المأمون شعره ضحك حتى استلقى على ظهره ثـم خلع عليه ثوباً مذهباً، فسار بهلول مسرور الخاطر، فأجـتاز في طريقـه على منزل الوزير الأعظم وإذا بجارية في أعلى كوكب وقد فرعت رأسها فرأت البهلول، فقالت لوصيفتها: هذا بهلول وربّ الكعبة أرى علية ثوباً وذهباً، فكيف أحتال في أخذه، فقالت لها الوصيفه: يامولاتي إنه رجل حــازم، فالناس يزعمون أنـهم يضحكون عليه وهو يضحك عليهم، أتركيه يامولاتي فلا يوقعك في التي تحفري له، فقالت: لابد من ذلك، ثم إنها أرسلت إليه الوصيفه، فقالت له: إن مولاتي  تدعوك، قال: على بركة اللّه، فمن دعاني أستجب له، ثم قدم عليها فسلمت عليه وقالت له: يابهلول ! إنى فهمت عنك أنك أتيت لتسمع الغناء، فقال: أجل، وكانت هي نفسها مغنّية عظيمة، فقالت له: وفهمت عنك أنك بعـد سماعك الغناء تريد الطعام، فقال: نعم، فغنت له صوتا عجيبا ثم قدمت له الطعام والشراب فأكل وشرب، ثم قالت له: يابهلول سمعت عنك أنك تريد أن تنزع الحلّة التى عليك وتهبها لي، فقال: يا مولاتي .. أخلعها أمام من يبرّ بيميني، فقد أقسمت اليمين أنّي لا أهبها إلاّ لمن أفعل معه ما يفعله الرجل بأهله، فقالت: تعرف هذا يا بهلول، فقال: و كيف لا أعرفه، فواللّه إني لأعرف الناس به، وأنا أعلمهم وأعرفهم بحقوق النسـاء وبنكاحهن وحظهن وقدرهن، ولم يعطي يامولاتى للمرأة  في النكـاح حقها غيري؛ وكانت حمدونة هذه بنت المأمون  زوجة الوزير الأعظم وهي  صاحبة حسنٍ وجمال وقدٍ وإعتدال وبهاءٍ وكمال، لم يكن في زمنها أجمل منها في حسنها وكمـالها، إذا رأتها الأبطال تخشع وتذل وتخضع أعينهم في الأرض خـوف فتنتها لما أعطاها اللّه من الحسن والجمال؛ فمن حقـق نظره من الرجال فيها افتـتن، وقد هلك على يدها أبطال كثـيرة، وكان بهلول هذا يكره الإجتماع معها فترسل اليه ويأبى خوفاً من الفتنة على نفسه فلم تزل كذلك مدة من الزمن إلى ذلك اليوم فأرسلت إليه فأتاها كما ذكرنا أوّل الحكاية فجعلت تخاطبه ويخاطبها وهو مرة ينظر إليها ومرة يقع بصره في الأرض خــوفاً من الفتنة، فجعلت تراوده على أخذ الثوب، وهـو يراودها على أخذ ثمنه؛ فتقول: ماثمنه، فيقول: الوصال، فتقول: له تعرف هذا، فيقول: أنا أعرف خلق اللّه تعالى بـه، وحـب النساء من شـأنى ولم يشتغل بهن أحد مثلى، وأكمل قائلاً: يا مولاتى إنّ النساء تفرقت عقولهن وخاطرهن في أشغـال الدنيا، فهذا يأخذ وهذا يعطي وهذا يبيع وهذا يشتري إلاّ أنا، فليس لي شغل أشتغل به إلاّ حب الناعمات، أشفي لهن الغلـيل وأداوي كل فرج عليل؛ فتعجبت وقالت له: هل قلت في ذلك شعراً؛  فقال: نعم قلت في ذلك .... و أنشد يقول:
غـرقـت الناس في شغل وفي شغل        و في انـبساط و في قبض وفي جسم
و في اضطرابٍ وفي فقرٍ وثمتٍ وفي        غـنـاء مـال و في أخذ و في نعم
و لا غرامي الا في نكاح وفي        حــب الـنـساء بلا شك ولا وهم
إن أبـطـأ الفرج عن إيري يعاتبني        قلبيى عتاباً شديداً غـيـر مـنصرم
إلاّ أنـا ليس لي في ذلك مـنفعة        في الـتركان ولا في العرب والعجم
هذا الذي قــام فـانظر عظم خلقته        يـشـفي غليلا ويطفئ ناراً تضطرم  
بـالـحل و الدّلك في الافخاذ يا أملي        يـاقـرة الـعـين بنت الجود والكرم
إن كـان يشفي عليلا زدت منه ولا        عـتب عليك فهذا مصرف الأمم
و إلاّ فـابـعـدينى عنك و اطردينى        طــرداً عـنيـفاً بلا خوف ولا ندم
و انظري فان قلت لا لأزددت منقصة        عـندي فـباللّه اعـذريني ولا تلم
و أدحضي عليك اقاويل الـعداوة ولا         تـصـغـي لـقـول سفيه كان متهم
و أقربي اليّ ولا تبتعدي وكونى كمن        أعـطـى دواءً لـمن كان ذا سقم
و اعزمي لكي نرقى فوق النهود ولا         تبخلي بوصل .. اليّ قومي بلا حـشم
و اتـركـي عـليك فاني لا ابوح بذا        لـو كـنت انسر من رأسي إلى قدم
يـكــفيك انـت فـأنت ثم انا فأنا        عـبـد وانـت مـولاتـي بلا وهم
فـكـيـف أخـرج سراً كان مكتتما        أنــا على الـسـر أصم ومنبكم
اللــــه يعلم ما قد حل بي وكفى        مـن الـغـرام فـاني اليوم في عدم

            فلـما سمعت شعره إنحلت و نظرت إيره قائماً بين يديه كالعود، فجعلت تقول مرة أفعل ذلك وذلك في نفسها خفية، وقامت الشهوة بين أفخاذها وجرى إبليس منها مجرى الدم وطابت نفسها أن ترقد له ثم قالت لنفسها: هذا بهلول إذا فعل هذا معي ثم أخبر فلن  يصدقه أحد، ثم قالت له: إنزع الحلّة وادخل إلى المقصورة حتى أقضي أربي منك يا قرة العين، فقامت ترتعد مما حلّ بها من ألم الشهوة ثم حلت حزامها ودخلت إلى المقصورة وتبعها وهي تتدرج فجعل بهلول يقول: ياترى هذا في المنام أم في اليقظة، فلما دخلت إلى مقصورتها ارتقت على فرش من الحرير وأقامت الحلل على أفخاذهـا وجعلت ترتعد بصحتها بين يديه وما أعطاها اللّه من الحسن، فنظر بطنها معقدة كالقبـة المضروبة ونظرإلى سرتها في وسع القدح فمد نظره إلى اسفل فرأى خلقتةً هائلـة فتعجب من تعرية افخاذها فقرب منها وقبّلها تقبيلاً كثيراً فرأى من حسنها وجمالها ما أدهشه وهي تقوم وتلقي إليه بفرجها، فقال: يا مولاتي أراك داهشة مبهوتة، فقالت: إليك عني يا ابن الزانية، فإني واللّه كالفرسة الحائلة، وزدت انت بكلامك، ألم تعلم أن هذا الكلام يخْيل المرأة ولو كانت أصين خلق اللّه، أهلكتنى بكلامك وشعرك !!؛ فقال: ولأي شيء تتحيّلى وزوجك معك؛ فقالت: المرأة تتحيّل على الرجل كما تتحيل الفرسة على الفرس، سواءً كان عندها زوج أم لا، خلافاً للخيل، فإنها تتحيل بطول المكث إذا لم يرتم عليها فحل، والمرأة تتحيّل بالكلام و بطول المدة  فكيف أنا وهاتان الخصلتان إلتقيا عندي وأنا غاضبة على زوجي أعواماً،  فقال: لها إن بظهري ألما فلا أستطيع الصعود على صدرك ولكن إصعدي أنت وخذي الثوب ودعيني أنصرف، ثم إنه رقد لها كما ترقد المرأة للرجل وإيره  واقف كالعود، فأرتمت عليه ومسكته بيدها وجعلت تنظر إليه وتتعجب من كبره وعظمته، فقالت: هذا فتنة النساء وعليه يكون البلاء يابهلول، ما رأيت أكبر من إيرك، ثم مسكته و قبلته ومشته بين فرجها ونزلت عليه وإذا هو غائب لم يظهر له خبر ولا أثر، فنظرت فلم ترى منه شيئا يظهر، فقالت: قبّح اللّه النّساء فما أقدرهنّ على المصائب، ثم جعلت تطلع وتنزل عليه وتغربل وتكربل يميناً وشمالاً وخلفاً وأماماً إلى أن أتت الشهوتان جميعاً، ثم إنها مسكته وقعدت عليه واخرجته رويداً رويداً وهى تنظر إليه وتقول: هكذا  تكون الرجال ثم مسحته، وقام عنها يريد الإنصراف، فقالت: له وأين الحلة ؟، فقال: يا مولاتي تنكحيني وأزيدك من يدي !!؛ فقالت: ألم تقل لي أن بظهري ألماً فلا أستطيع الفعل؛ فقال لها: أنت التي إرتقيت عليه وجعلتيه ينزل، فأنت التي نكحتيني، أما أنا فلم أرق على صدرك وأدك إيري  بين خدّي فخديك، وأنا أطلب حقي منك !! وإلاّ دعيني أنصرف؛ فقالت في نفسها إني فعلت ولكنّي لن أدعه يذهب دون الثاني ويذهب عني ثم رقدت له فقال: لا أقبل حتى تنزعي جميع ثيابك، فنزعت الجميع، وعل يتعجّب من حسنها وجمالها ويقلب فيها عضواً عضواً إلى أنْ أتى إلى ذلك @@@@@@@@@@@المحل فقبله وعضه عضةً عظيمةً وقال: آه ثم آه .. يا فتنة الرجال؛ ولم يزل بها عضاً وتقبيلاً إلى أن قربت شهوتهما، فقربت يدها إليه وأدخلته في فرجها بكماله، فجعل يدك هو وتهز هي جيداً إلى أن أتت الشهوتان ثم إنه أراد الخروج، فقالت له: أتهزأ بي ؟؛  فقال لها: لا أنزعها إلاّ بثمنها !؛ فقالت: وما ثمنها ؟؛ فقال: الأوّل لك والثانى لي وهو عوض الأول وقد تفادينا، وهذا الثالث هو ثمنه، ثم نزعه وطواه بين يديه فقامت ورقدت له وقالت: إفعل ما تشاء؛ ثم إنه ترامى عليها وأولج إيره في فرجها إيلاجاً مستديماً وجعل يدك وهي تهز إلى أنْ أتت شهوتهما جميعاً فقام عنها وترك الحلة، فقالت لها الوصيفه: ألم أقل لك ان بهلول رجل حازم فلا تقدري عليه، وإن الناس يزعمون أنهم يضحكون عليه وهو يضحك عليهم فلم تقبلي قولي؛ فقالت: أسكتي عني، فقد وقع ما وقع وكل فرج مكتوب عليه إسم ناكحه حبّ من حب أو كره من كره، ولو لا أن إسمه مكتوب على فرجي ما كان يتوصل إليه هو ولا غيره من خلق اللّه تعالى ولو يهب لى جميع الدنيا؛ فبينما هما في الحديث و إذا بقارع يقرع الباب، فسألت الوصيفه: من بالباب ؟؛ فرد: أنا بهلول؛ فلما سمعت امرأة الوزير صوته إرتعدت، فقالت له الوصيفه: ماتريد ؟  قال: ناوليني شربة ماء؛ فأخرجت له الإناء فشرب ثم ألقاها من يده فأنكسرت، فأغلقت الوصيفه الباب وتركته فجلس هناك، فبينما هو جالس إذ قدم عليه الوزير وقال له: مالي أراك هنا يا بهلول، فقال: ياسيدي كنت  في طريقي من هنا فأخذني العطش فقرعت الباب فخرجت لي الوصيفه وناولتني إناء ماء فسقط من يدي فأنكسر فأخذت لمولاتي حمدونه الثوب الذى أعطانيه مولانا الأمير في حق الإناء، فقال للجارية: أخرجي له الحلة فخرجت حمدونة وقالت: هكذا كان يا بهلول، ثم ضربت يداً على يد؛ فقال لها: أنا حدثته بهبالي وأنت حدثتيه بعقلك، فتعجبت منه وأخرجت له الحلة فأخذها وانصرف.
         



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق